الكاليسثنكس…رياضة تحدي اللياقة البدنية

الكاليسثنكس رياضة لاقت شعبية واسعة خلال الخمس سنوات الأخيرة، وكان لفترة الكورونا الفضل الأكبر في انتشارها حول العالم. وتُعد الكاليسثنكس أحد أنواع التمارين التي تعتمد على استخدام وزن الجسم والجاذبية من أجل تحدي مستوى اللياقة البدنية للجسم، ومن أجل الوصول إلى أعلى مستويات التحكم بالجسم في وضعيات مختلفة. ويرجع أصل تسمية هذه الرياضة إلى الجمع بين كلمتين يونانيتين هما (كالوس ستينوس) أي الجمال والقوة أو القوة الجمالية، ومن هنا فقد ظهر لهذه الرياضة أسماء عديدة من أبرزها الرياضة التجميلية، رياضة الشوارع، أو التمارين الحرة. وتجمع رياضة الكاليسثنكس بين حركات الجمباز وتمارين المقاومة، مع استخدام أقل قدر ممكن من الأجهزة والمعدات، وهو ما يجلعها أحد أقل الرياضات كلفة والتي لا تستوجب تمارينها الاشتراك في النوادي الرياضية، بل يمكن أداؤها في الأماكن المفتوحة كالشوارع، الحدائق، وحتى في المنزل.

رياضة تناسب الجميع

وبفضل مرونة رياضة الكاليسثنكس وسهولة ممارستها فإنها تعد من الرياضات المشتركة بين الرجال والنساء لما لها من فوائد متنوعة، وفي حديث خاص للمرسال مع الأستاذ جعفر مراد مدرب اللياقة البدنية ورياضة الكاليسثنكس بأحد النوادي المحلية، ذكر بأن رياضة الكاليسثنكس تناسب جميع الأعمار، وذلك لأنها رياضة تدريجية تحتوي على المستويات المبتدئة والبسيطة وصولا إلى المتقدمة والمعقدة، فمثلا يمكن البدء بممارسة تمارين التوازن والوقوف ثم المشي على اليدين ومن ثم الوقوف على يد واحدة أو ممارسة تمارين الضغط، أو حتى البدء بالتعلق على قضيب معدني. فالكاليسثنكس لا تستوجب أي خلفية رياضية، ويمكن بدأها من الصفر حتى إتقانها. ثم إن أبرز ما يميز هذه الرياضة أنها وسيلة مناسبة للتخلص من الوزن الزائد مع الحفاظ على الشكل الصحي للجسم، إضافة إلى أنها تمنع انغلاق وتقصير العضلات كما نراه مع العديد من رافعي الأثقال وممارسي رياضة كمال الأجسام، ويستطيع كل من الرجال والنساء من ممارستها.

متعة غير محدودة

وبالرغم من بساطة الكاليسثنكس إلا أنها تحمل العديد من المتعة والتحدي أو كما يعتبرها مؤدوها، خاصة أنها من الرياضات السهلة ذات النتائج الفعالة، غير أنها تحتاج كغيرها من الرياضات إلى الالتزام والمواصلة، فالكاليسثنكس يعتمد على تكرار الحركات حتى إتقانها ومن ثم الانتقال إلى الحركات الأصعب. وكما قال المدرب جعفر مراد “إن أجمل مافي هذه الرياضة الشعور بانعدام الجاذبية والقدرة على التحليق”، إذ يصل المتدرب إلى مستوى عال من التوازن والتحكم في جسمه وثباته خاصة عند أداء تمارين العقلة وتمارين الانتقال من البلانك إلى رفع الأقدام عكس اتجاه الجاذبية. كما يساهم تنوع التمارين في زيادة المتعة، إذ تنقسم الكاليسثنكس إلى تمارين باستخدام الأثقال، وتمارين بدون استخدام أي أدوات، أو يمكن التركيز على استهداف عضلات معينة وتقويتها، أو حتى الاعتماد على الأسلوب الحر فيرتجل اللاعب في أدائه، ونجد من أشهر تمارين الكاليسثنكس تمارين الضغط والبلانك، تمارين العقلة، القرفصاء، القفز فوق الأجسام المرتفعة، تعليق الجسم في الهواء…

فوائد ممارسة الكاليسثنكس

تستهدف رياضة الكاليسثنكس زيادة قوة العضلات ورفع القدرة على التحمل وهو ما جعل الجيش الأمريكي يدرجها ضمن التمارين الأساسية لتحسين اللياقة البدنية أثناء التدريب القتالي، إذ تساعد تمارين الكاليسثنكس على تنشيط أنسجة العضلات وتجديدها مما يؤدي إلى اكتساب ألياف عضلية جديدة، وهو ما يعني أن الجسم يصبح أكثر قوة، إضافة إلى أهمية التكرار والالتزام في هذه الرياضة الذي يؤدي إلى زيادة مقاومة الجسم وقدرة تحمله خاصة أثناء تمارين الضغط وغيرها. كما تعمل رياضة الكاليسثنكس على تحسين مرونة الجسم من خلال التمارين التي تساعد على تمديد العضلات. ومن الجدير بالذكر أن هذه الرياضة لا تقتصر على المنافع البدنية فحسب بل تعمل على تحسين جودة التركيز وتخفيف التوتر، كما أنها تساعد على تنشيط العقل وتقوية علاقته بالبدن. فضلا عن أنها تساعد على حرق الدهون والمحافظة على الجسم الصحي.

تعتبر رياضة الكاليسثنكس واحدة من الرياضات الحديثة التي لاقت اهتماما واسعا في الفترة الأخيرة، إذ تم فتح العديد من النوادي الخاصة بتعليم هذه الرياضة لما لها من الفوائد البدنية المتعددة، إضافة إلى دورها في تحسين وتطوير الجانب النفسي والعقلي، وهي من الرياضات سهلة التعلم إذ يمكن المواظبة عليها منزليا لتكون بذلك أسلوب حياة صحي وسليم.

Related posts

Leave a Comment