لولوة الخاطر…تألق في الإعلام وإشعاع في دبلوماسية الكلمة.

سيدة تعد نفسها من نتاج فترة الإصلاحات في قطر وخاصة التعليمية منها. و كان لتلك الفترة الدور الأكبر في رسم مسيرتها العلمية، لما عرفته من تشجيع كبير للبعثات العلمية وبرامج التبادل العلمي بين قطر وعدة دول، ما ساهم في صنع شخصية بارزة، تجد نفسها على أهبة الاستعداد للدفاع عن وطنها والنهوض به لتجاوز الأزمات التي تكاد تعصف بأمنه واستقراره، إنها لولوة الخاطر، أول متحدثة رسمية باسم وزارة الخارجية القطرية.

حصلت سعادة السيدة لولوة الخاطر على ماجستير العلوم من جامعة إمبريال كوليدج لندن، الذي أهلها لاحقا لبدء مسيرتها المهنية في مجال الغاز والنفط، إلا أنه لم يشبع ميلها الداخلي للأدب واهتماماتها الواسعة بالقضايا السياسية، إلى أن قررت الالتحاق بجامعة حمد بن خليفة والحصول على ماجستير السياسات العامة في الإسلام، إضافة إلى ترشيحها لنيل درجة الدكتوراه في الدراسات الشرقية من جامعة أكسفورد البريطانية.

شغلت سعادة السيدة لولوة الخاطر العديد من المناصب من أبرزها إدارة المشاريع البحثية في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، كما عملت مديرة للتخطيط والجودة في الهيئة العامة للسياحة، لتنضم لاحقا إلى وزارة الخارجية بمنصب وزير مفوض. وبقرار رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رقم 20 لسنة 2019، عُينت سعادتها عضوا في مجلس إدارة المدينة الإعلامية، كما تشغل السيدة لولوة الخاطر منصب المدير التنفيذي لمتندى الدوحة، ونائب رئيس مجلس إدارة صندوق قطر للتنمية.

في السابع من نوفمبر 2017، وبمقتضى القرار رقم 42 لنفس السنة، عيّن سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية سعادة السيدة لولوة الخاطر في منصب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية لتكون بذلك أول سيدة تتولى هذا المنصب في دولة قطر. كما عينت مساعدا لوزير الخارجية بمقتضى القرار رقم 56 لسنة 2019 من قبل صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وفي سنة 2023 أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأمر الأميري رقم 4 بتعيين سعادتها بوزارة الخارجية وزيرا للدولة للتعاون الدولي.

إلى جانب مهامها الرسمية، تعد السيدة لولوة الخاطر عضوا بمجلس الإدارة لمعهد الدراسات الفلسطينية، وعضوا بمجلس أمناء جامعة جورجتاون وكلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، وعضوا بمجلس أمناء متاحف قطر، وباحثا مشاركا في منتدى أوكسفورد لدراسات الخليج والجزيرة العربية، إضافة إلى تجربة التدريس التي خاضتها سعادتها كمحاضر في معهد الدوحة للدراسات العليا، وعن هذه التجربة قالت في لقاء خاص مع مبادرة “نساء قطر”، “أعتبرُها من أروعِ التجارب بالنسبة لي لأنني كنت أحصد ردة فعل مباشرة. كذلك، فإَّن الطلبةَ ليسوا مجبرينَ على التواصلِ معي بعدها ولكنْ كونُهم يتواصلونَ معي أكبر دليلٍ على وجودِ علاقةٍ جيدةٍ بيننا وهو شعورٌ مكافئ ٌجدًا”.

وخلال تجربتها الدبلوماسية، فرضت السيدة لولوة الخاطر مكانتها من خلال خطاباتها التي ألقتها، وتصريحاتها الصحفية التي أكدّت فيها موقف بلادها من العديد من القضايا الإقليمية والدولية. وقد برزت الخاطر في أول كلمة لها سنة 2017 متحدثة فيها بالأدلة والبراهين عن الحصار وتبعاته السلبية وعن موقف دولة قطر من تلك الأزمة التي فُرضت عليها من قبل الدول المجاورة. كما أثبتت سعادتها للعالم سابقية بلادها في مد يد العون للدول العربية الشقيقة في الشدة والرخاء، إذ كانت ضمن الوفد الدبلوماسي القطري الذي يعد أول وفد عربي وغير عربي يقوم بزيارة إلى قطاع غزة مساء يوم الأحد، السادس والعشرين، من نوفمبر الماضي، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي لإيصال المساعدات القطرية والإشراف على عملية إدخالها.

شاركت معالي لولوة الخاطر في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية، ونشرت العديد من الدراسات من أبرزها “مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل: دراسة حول مشكلات سوق العمل في دول مجلس التعاون وسبل التعامل معها” الذي نشر عن طريق الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، كما شاركت في تأليف كتاب “صنع السياسات العامة في الدول التي تمر بتحولات: دولة قطر أنموذجا” والذي نشر بدوره من قبل دار النشر البريطانية “بالجريف ماكميلان”، وتسلط الخاطر الضوء في أبحاثها على قضايا الإسلام والحداثة في عصر النهضة العربية.

وبعيدا عن الحياة الجادة، تحرص السيدة لولوة الخاطر في تصريحاتها وحواراتها دائما على تشجيع المرأة القطرية إلى المزيد من الجهد والعطاء في جميع المجالات، وترى بأن قطر هي الدولة الوحيدة التي لا تزال متماسكة بمبادئها. وفي الوقت ذاته تتمتع برؤية وسطية للعالم، وهو ما يطرح للنساء القطريات الكثير من الفرص التي وجب عليهن استغلالها خاصة أننا نشهد العديد من القطريات في مناصب إدارية في مختلف المجالات.

Related posts

Leave a Comment