الحلوى العمانية موروث شعبي يكتسح المائدة القطرية

تعتبر الحلوى العمانية أحد أشهر أطباق الحلويات الحاضرة في الثقافة العمانية، وقد لاقى هذا الطبق في الآونة الأخيرة رواجا خليجيا وعربيا، إذ استقطبت الحلوى العمانية أكثر من 20 ألف متذوق في سوق واقف، وبيع أكثر من 2طن و700 ألف من أطباق الحلوى العمانية طيلة المعرض. وأبهرت العائلات والجاليات بطعمها التراثي القديم، وشهرتها على الموائد الخليجية، كما شدّت الحلوى العمانية أنظار زوار السوق، إذ شهدت خيمة “حلوى العزبة” التي أقيمت في معرض سوق واقف الدولي للتمور مؤخرا إقبالا لافتا.

واستهوت الحلوى العمانية بكافة أنواعها ومذاقاتها وطريقة إعدادها المواطنين، الذين يحرصون على أن تكون أطباق الحلوى العمانية حاضرة في الموائد القطرية، كما تقوم العديد من العائلات بشراء الحلوى بعبوات متنوعة وبكميات كبيرة مهما غلى ثمنها. فما السر في إقبال زوار سوق واقف على حلوى العزبة؟

في موقع إقامة الخيمة، التقت المرسال بالسيد ناصر بن هلال البهلاني صاحب مشروع “حلوى العزبة” أثناء إعداده لأحد دفعات الحلوى العمانية أمام أعين زوار سوق واقف، متحدثا عن أصالة إعداد هذا الطبق قائلا: “تمثل حلوى العزبة الطبق العماني الأصيل بطابعه التقليدي القديم، وتعتبر الحلوى العمانية ضيافة أهل عمان، إذ لا تخلو البيوت من وجودها، ولا تكتمل فرحة المناسبات والأعياد إلا بها، ولا يُكرم الضيف إلاّ بتقديمها له”. كما تعد الحلوى العمانية عدة وعتاد المسافر، لما تحتويه مكوناتها من سعرات حرارية عالية تُكسب الجسم الطاقة وتبث فيه الحيوية والنشاط.

وعن طريقة إعدادها أوضح السيد ناصر أنه بالرغم من قلّة مكوناتها وبساطة إعدادها إلا أنها تحتاج إلى أذرع قوية وخاصة عند إعدادها يدويا، إذ يستغرق صنعها ساعات طويلة تصل أحيانا إلى 4 ساعات للدفعة الواحدة. أما مكوناتها فلا تخلو من أي بيت عربي، فتعتمد الحلوى العمانية في إعدادها على السكر الطبيعي، الماء، النشا، سمن البقر وحرارة النار. وفي مرحلة أخرى يضاف إليها الهيل والزعفران ثم ماء الورد.

توضع جميع المكونات فوق “المرجل” وهو قدر النحاس الذي يُنصب فوق البسطان، ثم تنطبخ جميع المكونات على الحطب. وفي السياق نفسه يذكر البلهلاني، أن أكثر ما يميز الحلوى العمانية قدرتها على الصمود والتخزين لفترات طويلة، إذ تُكوّن الحلوى طبقة عازلة تحمي بها نفسها من التعفن، وقد تبلغ فترات تخزينها الستة أشهر.

وعبّر السيد ناصر بن هلال البهلاني عن سعادته باختيار المكتب الهندسي لسوق واقف مشروعه “حلوى العزبة” ومشاركته في معرض سوق وقف الدولي للتمور، كما أبدى صاحب المشروع إعجابه بالتنظيم المتقن لإدراة سوق واقف في استضافة هذا الحدث وكل الفعاليات التي أقيمت بالسوق، وكان لهذا التنظيم الأثر الأكبر في إعجاب الناس بإنتاج الحلوى العمانية، واختيار القائمين على المعرض المكان الأنسب لصنع الحلوى أمام أعين الزوار.

وبالرغم من أننا لا نجد كتابات دقيقة عن تاريخ الحلوى العمانية العريق إلا أنها وردت عرضا في الكثير من كتب التاريخ والرحالة والمستشرقين.

Related posts

Leave a Comment