انطلقت مساء يوم السادس من مارس النسخة الثالثة من “موسم الندوات” والذي استمر إلى التاسع من الشهر تحت تنظيم وزارة الثقافة، وبمشاركة صفوة الطبقة العلمية من المفكرين والمثقفين وأصحاب الكلمة والرأي والشعراء من داخل الدولة وخارجها، ويعد “موسم الندوات” أحد الفعاليات الثقافية التي تحرص دولة قطر على إقامتها سنويا بهدف إثراء ثقافة المجتمع وتعزيز الهوية الفكرية لأبناء الوطن.
وتضمن “موسم الندوات” هذا العام 4 ندوات وأمسية شعرية، استهلت بتكريم خاص من سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة للدكتور حسن النعمة، الشاعر والدبلوماسي السابق، وذلك تكريما لمسيرته الشعرية وعطائه الأدبي الدؤوب. وعبّر الدكتور حسن النعمة بدوره عن سعادته بهذا التكريم الذي يعكس الاهتمام الذي يحضيه المسؤولون لأصحاب الفكر القومي والعربي.
ومن جانبه أكد سعادة الدكتور عبدالرحمن بن سالم الكواري الأديب والوزير الأسبق لوزارة الصحة أهمية عقد مثل هذه الندوات في أنها “توفر بيئة حاضنة تجسد الحراك الثقافي وتوسع دائرة الثقافة الشاملة”. وطرحت هذه النسخة من الموسم مجموعة من العناوين والأفكار التي تخدم المجتمع المحلي وتثري المشهد الثقافي، من أبرزها “العرب والغرب ما بعد حرب غزة”، و”المتغيرات الثقافية في المجتمع القطري” وغيرها من العناوين.
كما أشار الأكاديمي والروائي الدكتور أحمد عبدالملك أن موضوعات الندوات لم تقتصر على القضايا المحلية فحسب، بل شملت قضايا الإنسان وما يتماشى مع أوضاع الأمة العربية وواقع حالها، لافتا إلى ما يعانيه الفلسطيني في أرضه من جرائم بشعة وحرب وقصف وقتل وتجويع.
وتميزت هذه النسخة من الموسم بحضور عدد من القامات الفكرية والعلمية، التي شاركت على مدار الأربعة الأيام في الجلسات الحوارية المقامة، ومن أبرز هذه الشخصيات الحاضرة المفكر والداعية الجزائري الشيخ الدكتور مبروك زيد الخير، أستاذ اللغويات والبلاغة القرآنية وعضو المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، والذي قدّم ندوة جماهيرية بعنوان “مفهوم التعايش في الحضارة الإسلامية وأثره في بناء الأمة واستقرارها”، إضافة إلى الأكاديمي والدبلوماسي والسياسي الفلسطيني حسام زملط الذي شارك في ندوة الختام بعنوان ” ازدواجية حقوق الإنسان في الذهنية الغربية”، رفقة الدكتور محمد سيف الكواري نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.
